يحل علينا ككل عام من الثامن مارس اليوم العالمي للمرأة ، هذا التاريخ المخلد لنضالها و تضحياتها من أجل انتزاع حقوقها و فرض وجودها و لعب دورها الطبيعي داخل المجتمعات كاملا غير منقوص.

في العالم ككل كما في بلادنا، تفرض نفسها هذه المحطة السنوية موعدا لعرض واقع المرأة بكل موضوعية و لتقييم مكتسباتها و مواصلة النضال و الصمود لافتكاك كل حقوقها المشروعة.
إن نضال المرأة الجزائرية من أجل انتزاع حقوقها كاملة و عبر كل المحطات التاريخية التي عاشتها البلاد يبقى مدعاة للفخر و الاعتزاز بل مثالا يحتذى به، إذ و بنكران استثنائي للذات، عرفت على الدوام كيف توازنه و توافقه مع القضية الوطنية لا سيما إبان معركة التحرر الوطني و ها هي تحذو نفس الطريق من أجل تجسيد دولة الحق و القانون رغم كل المصاعب.
اليوم، و في عالم مضطرب، متسارع التحول يتجه نحو إحياء التكتلات التاريخية و استدعاء الحساسيات التقليدية فإنه حري بنا تمكين المرأة من أداء دورها و هي تنعم بكل حقوقها بعيد عن أي فُلكلور ، في إطار مسار تجسيد دولة الحق و القانون و في ظل احترام القيم و الشخصية الجزائرية الألفية.
و إذ استعرض نضالات المرأة و تضحياتها فإنه لا يفوتني و في هذا السياق بالذات و المرأة الفلسطينية الشريفة تعاني الويلات و تواجه كل أنواع الظلم البطش و القهر جراء العدوان الصهيوني المتجدد، أن أقف و معي كل مناضلي حزبنا وقفة إجلال و إكبار تجاه ما يسطرنه من ملاحم و ما يبذلنه من تضحيات بكل صبر و جلد منقطعي النظير مؤكدات أن أسمى الحقوق و أقدسها هو الوطن، هذا الكيان الجامع للكل النضالات و كل التطلعات و الذي لا يقبل لا الابتلاع و لا يخضع لا للابتزاز أو المساومة.
و عليه، و نحن نحيي هذا اليوم فإني و نيابة عن قيادة الحزب و مناضليه أجدد تحياتي لكل النساء الجزائريات و لكل مناضلات الأفافاس ، هذا الأخير الذي كان و سيكون فضاءً لإيصال صوتهن و ممارسة حقوقهن ، كما نجدد تضامننا و تعاطفنا مع كافة النساء المضطهدات في كل أصقاع العالم و نخص بالذكر نساء فلسطين اللائي يحملن على أكاتفهن قضية وطن.

تحيا الجزائر حرة ديمقراطية سيدة.

يحيا الأفافاس .
الأمين الوطني الأول
يوسف أوشيش